لا يمر يوم واحد إلا ويعيش مجلس الشعب مشادة كلامية أو جلسة ساخنة أو أزمة جديدة بين نوابه سواء المستقلين أو المعارضة أو الحزب الوطني،
وآخر هذه الوقائع الاستجواب الذي تقدم به النائب المستقل طلعت السادات عن مأساة أهالي منشية الحميات بالزقازيق الذين يعانون من أزمة طرد وتشريد من منازلهم، ووصف المعارضة داخل البرلمان بأنها «ليست علي مستوي الأحداث»، خصوصا في مواجهة «الفقر المسلح»..
وفي مقابل ذلك أكد النائب المستقل علاء عبدالمنعم أن استجواب السادات تم إعداده علي عجل مما يجعله «صورياً» ويعد خروجا علي إجماع المعارضة.. وعلي ضوء كلا الموقفين للسادات وعبدالمنعم، جاءت المواجهة بينهما علي النحو التالي.
طلعت السادات: المعارضة ليست علي مستوي الأحداث.. وأنا مع المواطن البسيط
* ما رأيك في انسحاب نواب المعارضة والمستقلين من الجلسة أثناء عرضك الاستجواب الذي تقدمت به؟
ـ أنا لست راضيا عن موقفهم الذي يؤكد أن المعارضة في مجلس الشعب ليست علي مستوي الأحداث، خاصة أننا نواجه «فقر مسلح»، ومادمنا وصلنا لهذا المستوي فإني أؤكد لك أنه لا توجد معارضة، لأن المعارضة معناها جدية، وقلت لهم من قبل، لا فائدة مما يفعلونه.
* البعض يري أن تمسكك باستجوابك أحدث انشقاقا داخل صفوف المعارضة خاصة أن جميع نوابها اتفقوا علي سحب استجواباتهم؟
ـ بسم الله الرحمن الرحيم (قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد)، إن كل شخص وله فكره الخاص، موقفي هذا استفادت منه ٢٠٠٠ أسرة كانت ستلقي في الشارع، ماذا فعلوا هم بمواقفهم؟
* هل ستتخذ موقفا من نواب المعارضة، وهل ستتضامن معهم في أي احتجاجات قد تحدث مستقبلا؟
ـ مواقفي صريحة ونابعة من مصلحة المواطن، وسوف أتضامن مع أي شيء يخدم المواطن البسيط، والمهم أن طلعت السادات يقود ولا يقاد.
* هل تري أن الحكومة استفادت من استجوابك لمواجهة مأزق سحب الاستجوابات؟
ـ الاستجواب ليس بالشيء البسيط، وأنا انتهزت فرصة الاستجواب وخاطبت الرئيس مبارك، الرجل الفلاح مثلنا الذي يسأل عن المعارضين والمستقلين رغم النقد الثقيل، وهذا ما حدث معي شخصيا، فهو يطمئن علي صحتي باستمرار.
* تقدمت باستجواب عن مشكلة في الزقازيق وهي ليست دائرتك، فهل أردت أن يبدو نواب الشرقية مقصرين؟
ـ أنا بالطبع أردت ذلك، بعد أن فضل الأهالي اللجوء إلي وتركهم نوابهم يعانون.
* هناك من اتهمك بالخلط بين عملك كمحام، وبين دورك كنائب فتقدمت بهذا الاستجواب، ما رأيك؟
ـ أنا لم أتقاض شيئا من هؤلاء الغلابة كما فعلت مع بريء بني مزار، وعيب أن يقال هذا الأمر خاصة أنني أفصل بين عملي كمحام ودوري كنائب عن الشعب، كما أنني لا أعمل لحساب أي جهة، بل أعبر عن الشعب.
* قلت إن الرئيس يتحدث إليك.. فهل تحدثه عن مشاكل الشعب؟
ـ الرئيس مبارك ليس خواجه.. فهو فلاح ويعرف كل شيء، هو يتصل بي للاطمئنان علي فقط.
* هل أنت راض عن طريقة تقديمك للاستجواب؟
ـ مادام أن مشاكل المواطنين تم حلها فأنا «راضي ومبسوط»، كما أنني طالبت بسحب الثقة وإقالة الحكومة وناشدت الرئيس مبارك بأن يعين وزراء غيرهم.
* يقال إنك ستنضم للحزب الوطني بعد هذه الواقعة؟
ـ أنا في حزب الأحرار، ولن أنضم للوطني.
* لكنك طرف في نزاع داخل حزب الأحرار؟
ـ ما يحدث بسبب الدولة وسعيها لخلق نزاعات داخل الأحزاب.
* هل تفكر في ترشيح نفسك نقيبا للمحامين؟
ـ نعم.
* لماذا؟
ـ نظرا للفراغ الذي تعاني منه نقابة المحامين والسنوات «العجاف» التي مرت بها خاصة أنني تلقيت دعوة من محامي الإسكندرية وكفر الشيخ والمنوفية والمنيا لترشيح نفسي كنقيب.
* ما سر ترددك الدائم علي مكتب د. فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب؟
ـ ابتسم وقال: أنا عيني علي الكرسي الذي يجلس عليه الدكتور سرور.
* ماذا كنت تقصد بكلمة «حكومة بقابيق»؟
ـ أقصد أن الوزراء الموجودين فيها مازالوا براعم.
علاء عبدالمنعم: استجواب السادات صوري والحكومة استغلته لكسر المعارضة
* ما رأيك في موقف طلعت السادات من حيث إصراره علي مخالفة قراركم منع مناقشة الاستجوابات؟
- استجواب السادات تم إعداده علي عجل، بدليل أنه قدم منذ أسبوع وتمت مناقشته بسرعة كبيرة جداً.. كما أنه استجواب صوري بلا طلبات ولم يتم التصويت علي الانتقال لجدول الأعمال.
وموقف السادات يعد خروجاً عن اجتماع المعارضة بكل أطيافها علي مقاطعة الاستجوابات، وهو قرار ليس مقصوداً منه الضغط علي البرلمان، بل صرخة احتجاج ضد الظلم الذي تعرض له سعد عبود، ويتعين علي الأغلبية رفعه من تلقاء نفسها لأن القرار صدر بجبروتها، ضارباً بنصوص الدستور عرض الحائط.
* لكن طلعت السادات لم يحضر اتفاقكم بالمقاطعة؟
- لقد صدر القرار أثناء وجوده بالمستشفي، وليس من الطبيعي إعلان كل نائب بموقف جماعي اتخذه نواب المعارضة، والدليل أن النائب كمال أحمد تراجع عن استجوابه رغم أنه لم يحضر الاجتماع وعلم بالقرار من الصحف،
وأعتقد أن أي نائب معارض يجب أن يكون حريصاً علي عدم الخروج عن مبدأ أجمعت عليه المعارضة، أما السادات فقد خرج عما هو متفق عليه بهذا الاستجواب، رغم أن نواب المعارضة المستقلين دافعوا عنه في كل مواقفه السابقة.
* ولكن السادات صرح بأنه يقود ولا يقاد؟
- نحن نفعل ما يحقق الصالح العام والوطن، دون البحث عن دوافع نرجسية، وما حدث أن الحكومة حرصت علي مناقشة الاستجواب كسراً لموقف المعارضة.
* هل هذا الموقف شق لصفوف المعارضة؟
- لا يعد شقاً للصفوف، ومن الطبيعي أن تكون هناك ظواهر فردية.
* وما رأيك في مديح السادات للرئيس مبارك؟
- هذا شأنه، لكن المديح لا يكون إلا في موضعه، والاستجواب ليس مجالاً لذلك، لأنه اتهام، وبالتالي كان الكلام في غير وقته، ولا مكانه.
* هل تري أن السادات تغيرت مواقفه بعد اتصال الرئيس به أثناء مرضه؟
- المتابع لأدائه سيكتشف أن طلعت ٢٠٠٨ ليس هو طلعت ٢٠٠٦ أو ٢٠٠٧، والله أعلم.
* د. فتحي سرور اتهم موقفكم بالإخلال بواجبات العضوية، فما رأيك؟
- الإخلال بواجبات العضوية يقع علي من يدوسون الدستور واللائحة بالأقدام، منهم الذين يهدرون مصالح الشعب، وإذا افترضنا جدلاً أن ما وقع من سعد عبود جريمة، فأين النص الذي يعاقب عليها؟!
* د. سرور اتهم عبود أيضاً بخلط الأوراق عندما قدم استجوابه بعد الواقعة التي اتهم فيها وزارة الداخلية بالتربح من رحلة الحج؟
- فلنفترض جدلاً أن ذلك حدث، فاللائحة تسمح به.. وقد أصبح الاستجواب جزءا لا يتجزأ من بيان عبود، والكل يعلم أن العقوبة وقعت بمناسبة الاستجواب، بدليل أن د. مفيد شهاب أثناء رده علي الاستجواب لم يخرج عن قراءة مضبطة جلسة ٢٩ ديسمبر.
* هل تستمرون في قراركم مقاطعة الاستجوابات؟
- نعم، بل سنخاطب الرئيس مبارك حول ما يتعرض له نواب المعارضة من اضطهاد داخل البرلمان، وسنكتب مذكرة للدكتور سرور نطالبه برفعها للبرلمانات الدولية التي تشارك فيها مصر.